تواجه مصر أزمة ارتفاع تكلفة إنتاج الدواء مع تحرير سعر الصرف في 3 نوفمبر الماضي في ظل تثبيت تسعيرة الدواء، حيث تعتمد صناعة الدواء على استيراد المواد الخام الضرورية للتصنيع. وصاحب قرار تخفيض الجنيه التخلص من قواعد كانت تقضي بمنح الأولوية في النفاذ للعملة الأجنبية في البنوك لمستوردي الدواء والمستحضرات الطبية ضمن حزمة من السلع الأساسية، وهو ما كان يعني تمتعهم بسعر منخفض نسبيًا للدولار غير المتوفر بالمقارنة بغيرها من السلع التي يضطر مستوردوها لشراء الدولار من السوق الموازي بسعر أعلى. وأدى إلغاء تلك القواعد الآن لاستيراد الأدوية بـ «أسعار السوق».
يقول
فؤاد أن الأزمة الحالية ليست فقط في عدم قدرة الملايين من المصريين على
شراء الكثير من الأدوية الضرورية مثل أدوية القلب والضغط والسكر والأورام،
لكن الزيادة الحالية ستعمق من مشكلة الأدوية الناقصة. ويضيف: «قرار الوزارة
لا يضع أي آليات لإلزام الشركات بتوفير المستحضرات التي لن تشملها
الزيادة، وهو ما يعني عمليا أن الشركات ستكتفي بإنتاج الأدوية التي شملتها
الزيادة وهي ما يقارب 4000 صنف، ولكن ماذا عن الأدوية الأخرى؟ سيكون هناك
قرابة 8000 صنف آخرين لا تشملها الزيادة، وسيستمر نقصها في الأسواق، مما
يحمل آثارًا وخيمة على مبدأ الحق في الدواء».
كانت
نقابة الصيادلة هي أولى الجهات المعترضة على قرار زيادة أسعار الدواء
الحالي، حيث أعلنت عن إرسالها خطاب رسمي لرئيس الجمهورية عبد الفتاح السيسي
تطالبه بسرعة التدخل لإيقاف تنفيذ هذا القرار، والبدء في تشكيل لجنة من
جميع الأطراف المعنية بصناعة الدواء في مصر لعمل دراسات ووضع مقترحات من
أجل وضع آلية أكثر عدالة لتسعير الدواء.
وأضاف بيان
للنقابة أن «سريان الأمور داخل وزارة الصحة بالنسبة لصدور قرار بهذه
الخطورة إنما يثير في نفس النقابة، ومن خلفها جموع صيادلة مصر الريبة والشك
حول خلفيات صدوره، وما يتبعه من أرباح جديدة لشركات الأدوية على حساب
المواطن دون دراسة مستفيضة أو الاستعانة بلجنة التسعير بوزارة الصحة أو
المتخصصين في هذا المجال من أعضاء نقابة الصيادلة، بما لديهم من خبرات فنية
في كل ما يخص الدواء من صناعة وتوزيع وحساب التكلفة الحقيقية في إنتاج
الدواء».
وأعلنت النقابة الأسبوع الماضي تنظيم إضراب جزئي،
يقضي بغلق الصيدليات لمدة ستة ساعات منتصف يناير المقبل، احتجاجًا على عدم
تطبيق سياسة هامش الربح الصيدلي وسياسات إرجاع الدواء غير العادلة، إلا أن
نقيب الصيادلة، الدكتور محي الدين عبيد، أكد لـ«مدى مصر» أن الإضراب أيضًا
ضد زيادة أسعار الدواء التي تم تمريرها اليوم.